أ- تعريفه:
هو الحائط الواقع شمال الكعبة المشرفة على شكل نصف دائرة.[تاريخ الكعبة المعظمة لحسين باسلامة (199)].
وسمي بذلك: لاستدارته، أو لأنه حُجر من البيت؛ أي: مُنع منه، أو لتحجيره بالجدار ليطاف من ورائه.[الكعبة المشرفة لمحمود الدوسري (198-199)].
ب- أسماؤه:
1- من أسماء الحِجر: حِجر الكعبة.
عن عروة بن الزبير، قال: سألت ابن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا» فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه، ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28] الآية.[صحيح البخاري (5/ 46)].
2- من أسماء الحِجر: الحطيم.
سمّي بذلك: لأنه حُطِم -أي كُسِر- من البيت، حيث أنقصته قريش من البيت حين جددت بناء الكعبة المشرّفة، وقيل: لأن البيت رُفع وتُرك هو محطومًا.
ويشهد له ما جاء عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به: " بينما أنا في الحطيم، - وربما قال: في الحجر - مضطجعا إذ أتاني آت.." [صحيح البخاري (5/ 52)].[الكعبة المشرفة لمحمود الدوسري (199)].
3- من أسماء الحِجر: الجَدر.
وهو بمعنى الجدار؛ أي: الذي اقتطع من جهته حجر الكعبة المشرفة.
ويشهد له ما جاء عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الْجَدْرِ أمن البيت هو؟ قال: «نعم» [صحيح البخاري (2/ 146)، صحيح مسلم (2/ 973)].[الكعبة المشرفة لمحمود الدوسري (199)].
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: الجَدْر بفتح الجيم وإسكان الدال هو الحِجر.[شرح مسلم (9/96)].
*ملحوظة:
قد اشتهر في العصور المتأخرة تسمية الحِجر بـ(حِجر إسماعيل)؛ اعتمادًا على أن الحِجر كان زَربًا -أي: حظيرةً- لغنم إسماعيل، وهو تعليل غير صحيح؛ لأن الحِجر ما وُجد إلا بعد موت إسماعيل عليه السلام، ولم يُعرف آنذاك؛ لأن البيت كان كاملاً في عهده، ولم يوجد الحِجر إلا بعد بناء قريش للكعبة لما قصرت بهم النفقة عن إكمال قواعد إبراهيم عليه السلام.
كما لا يصحّ تسميته بـ(حِجر إسماعيل)؛ اعتمادًا على أنه دُفن مع أمه هاجر في الحِجر، بل لا يثبت أن أحدًا من الأنبياء عليهم السلام مات بجوار الكعبة المشرفة، أو دُفن فيها، وممن نبّه على ذلك:
1- الشيخ الألباني رحمه الله تعالى؛ حيث قال: لم يثبت في حديث مرفوع أن اسماعيل عليه السلام أو غيره من الأنبياء الكرام دفنوا في المسجد الحرام ولم يرد شئ من ذلك في كتاب من كتب السنة المعتمدة كالكتب السنة ومسند أحمد ومعاجم الطبراني الثلاثة وغيرها ضعيفا بل موضوعا عند بعض المحققين (77) وغاية ما وري في ذلك من آثار معضلات بأسانيد واهيات موقوفات أخرجها الأزرقي في " أخبار مكة " (ص 39 و 219 و 220) فلا يلتفت إليها.[تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد (ص: 69)].
2- د.بكر أبو زيد رحمه الله تعالى؛ حيث قال: ذكر المؤرخون، والإخباريون: أن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام مدفون في: ((الحِجْرِ)) من البيت العتيق، وقلَّ أن يخلو من هذا كتاب من كتب التاريخ العامة، وتواريخ مكة -زادها الله شرفاً- لذا أُضيف الحجر إليه، لكن لا يثبت في هذا كبير شيء؛ ولذا فقُلِ: ((الحِجْر))، ولا تقل: ((حِجر إسماعيل)) [معجم المناهي اللفظية (ص: 222)].[ الكعبة المشرفة لمحمود الدوسري (199)].