من تعظيم البيت الحرام أن يحسن ساكنو البلد الأمين جواره بكثرة العبادة والطاعة لله رب العالمين
هذه نماذج وصور من حسن جوار السلف والعلماء والصلحاء والحكام السابقين لبيت الله عز وجل – حرسه الله وزاده عظمة ومهابة-:
- جاور محمد بن طارق المكي مكة، وكان يطوف في اليوم والليلة سبعين أسبوعًا(طوافا)؛ فكان يعدل ذلك بعشرة فراسخ.
- جاور محمد بن عبد الله بن زكريا البَعداني الحرمين نحو ثلاثين سنة، على طريقة حسنة من العبادة وسماع الحديث والاشتغال بالعلم.
- كان محمد بن عبد الله بن أبي المكارم خطيب الحرم بآخرةٍ كثير الطواف، وملازمة المسجد.
- يُقال إن محمد بن علي الكتاني ختم في الطواف اثني عشر ألف ختمة.
- كان محمد بن عمر القرطبي كثير الاعتكاف والمجاورة لبيت الله الحرام.
- كف بصر محمد بن هبة الله البندنيجي فقيه الحرم، ومع ذلك كان يعتمر في شهر رمضان كل يومٍ عمرة، وكان يقرأ في الأسبوع ستة آلاف مرة: قل هو الله أحد.
- إبراهيم بن محمد بن حسين الموصلي المالكي كان رجلاً مباركًا كثير العبادة بالطواف.
- كان نصر بن محمد الهمْداني المعروف بالحصري يطوف في كل يومٍ وليلةٍ سبعين أسبوعًا(طوافا.
- علي بن عبد المؤمن الكازروني المؤذن بالمسجد الحرام كان من أولياء الله – تعالى-، أصلح المؤذنين بالحرم الشريف، وله تهجد وطواف وعمل صالح في كل ليلة في جوف الليل، وكان ملازمًا للأذان بمأذنة باب علي، والإقامة على قبة زمزم، حتى توفي في حدود سنة ستين وسبعمائة.
- أبو بكر بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن العاقل السلاّمي المكي المنعوت بالصيفي كان تاجرًا ذا ثروة، فترك ذلك وانقطع بمكة وتعبّد بها.
- أبو بكر بن عبد الرزاق الدُّكالي المالكي كان كثير الخير والصلاح والورع، مجتهدًا في العبادة؛ بحيث يستغرق فيها أوقاته، جاور البيت بضعًا وعشرين سنة ملازمًا للصلاة والطواف والصيام.
- أبو بكر بن عمر بن علي القرشي اليمني جاور الحرمين ثلاثين سنة متوالية، وكان غالبها مقيمًا بمكة، وتولى فيها مشيخة الفقراء برباط ربيع بمكة، وحُمد في ذلك باعتبار دينه، وأدّب الأطفال بالحرمين مدة، ثم ترك ذلك قبل موته بسنين كثيرة؛ إلا أنه أدب أيامًا يسيرة بعد تركه، قال الفاسي: وكنت ممن قرأ عليه القرآن وغيره، وانتفعت ببركة تعليمه، وكان له إلمام بمسائل كثيرة من العبادات وغيره، وله حظ وافر من العبادة والدين.
- أبو بكر بن محمد بن موسى بن عمر الجبرتي المعروف بالمعتمر كان من المجتهدين في العبادة وحب الخير، سليم الصدر لديه معرفة بعلم الحرف، على ذهنه أحاديث وفوائد، جاور البيت نحو ثلاثين سنة، وعرفه بها قاضيها خالي محب الدين النُوَيري واغتبط به، واشتهر عند الناس، ومازال يشتهر ذكره حتى شاع خبره في البلاد، وأقبل عليه الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة، وتوسط عنده في أمور حسنة، وكان في مبدأ أمره بمكة فقيرًا جدًا، ثم فُتح عليه بدنيا طائلة، ودخل اليمن قبل موته بنحو خمس سنين، فأُكرم مَورده، ونال بها دنيا ورفعة، ثم عاد إلى مكة، فأقام بها حتى توفي، وله مساعٍ مشكورة في أفعال الخير، وسعيٌ في قضاء حوائج الناس، وكان قلّ أن يترك الاعتمار في كل يوم إلاّ إذا كان مريضًا أو في أيام الحج؛ ولذلك قيل له: المعتمر.