قسم الطب و التداوي
حكم نشر الإشاعات والأخبار غير المؤكدة أو المرجفة عن الوباء
نشر الإشاعات أمر خطير، لما فيه من أضرار بالغة على الفرد والمجتمع. لذا ينبغي للمسلم ألا يتحدث إلا بالشيء الثابت عنده؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع"، رواه مسلم، وعليه أن يحفظ لسانه عن كل ما لا مصلحة فيه، كالإشاعات، سواء كانت تتعلق بالأفراد أو تتعلق بالأمة، وإذا تثبّت منها فلا يتحدث بها إلا عند الضرورة، قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، [سورة الحجرات:6].
ونقل الإشاعة جريمة سواءً كان في حق الفرد أو المجتمع، لما فيها من تخويف وإفزاع للناس، فهذه طريقة المنافقين، الذين يتصيدون الإشاعات ويشيعونها ليُروعوا المسلمين ويخوفوهم، قال سبحانه وتعالى: { لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}[سورة التوبة:47]، وقال سبحانه وتعالى: { إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ} [سورة النور:19]؛ فهذا وعيدٌ شديد، لمن يروّج للإشاعات والأخبار السيئة التي تروع المسلمين.
وإذا كان هذا الخبر أو هذا الحدث على المسلمين منه خطورة ويحتاج إلى علاج، فليس علاجه بنشره بين الناس الذين لا يملكون له العلاج، وإنما هذا يُرجع فيه إلى أُولي الأمر ليعالجوه ويدرؤوا خطره، قال تعالى : {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [سورة النساء:83].
فعلى المسلم أن يحفظ لسانه عن الشائعات، ويستعمل الدعاء بالصلاح للإسلام والمسلمين، وشأن المسلمين.
رابط مراجع تلخيص المسألة