قسم الطب و التداوي
حكم سبّ الوباء وتحدّيه
المقصود بالسب هنا: الشتم واللعن .
وقد ورد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبّ المرض أو حتى التأفف منه؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر المرض وهو الذي يرفعه، ومن سبه فقد سب مشيئة الله سبحانه وتعالى واعترض على قضائه، وبالتالي فقد عرض نفسه لسخط الله سبحانه وتعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)، رواه الترمذي بسند صحيح.
فكل شيء من أفعال الله سبحانه وتعالى لا يجوز سبه ولا الاعتراض عليه ، بل على العبد المؤمن أن يحمد الله سبحانه وتعالى على كل حال ، وألا يتضجر ولا يتسخط ولا يسب المرض أو يلعنه؛ عملًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كل خير – وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن – إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له)، رواه مسلم.
أما إن كان تحدي المرض ( تحدي كورونا ) على سبيل التفاؤل وقدرة الإنسان على تجاوزه بما منحه الله سبحانه وتعالى من قوة وعقل وإصرار وعزيمة فلا بأس بذلك، فالتحدي يراد به تجاوز المخاطر والتغلب عليها حتى يصل الإنسان لهدفه من خلال مواجهتها حتى التغلب عليها فهذا لا حرج فيه ولا بأس؛ لأنه من باب رفع المعنويات وشحذ الهمم، أما إن كان يفهم منه أن الإنسان قادرًا بذاته وقدراته دون مشيئة الله سبحانه وتعالى وتوفيقه وعونه فلا تجوز، والله سبحانه وتعالى أعلم.
رابط مراجع تلخيص المسألة