شارك

قسم العبادات

حكم تعطيل صلاة الجماعة للخوف من الإصابة من الوباء أو انتشاره

شارك

صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الرجال القادرين، على الصحيح من أقوال العلماء؛ لأدلة كثيرة منها:

  • قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ....} [سورة النساء: 102].
  • 2- روى مسلم في صحيحه أن رجلاً أعمى قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُرَخِص له، فرخص له، فلما ولى دعاه، فقال: " هل تسمع النداء؟ قال: نعم قال: " فأجب "، وهذا الرجل هو ابن أم مكتوم رضي الله عنه.
    لكن ذكر العلماء بأن الجماعة تسقط عند وجود العذر، ويدل لذلك حديث عائشة رضي الله عنها، بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مرض تخلف، وقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، رواه البخاري ومسلم، فدل ذلك على أنه إذا كان المسلم معذورًا بمرض أو يشق عليه الذهاب إلى المسجد مشقة ظاهرة، أو يخشى حدوث المرض - كما في هذه النازلة - أو يخشى زيادة المرض؛ فإنه يباح له ترك الجماعة في المساجد.

كما صدر بيان عن هيئة كبار العلماء فيما يتعلق بجائحة كورونا وسرعة انتشارها وكثرة الوفيات بها، وأن التجمعات سبب في نقل المرض إن أذن الله تعالى بذلك وقد استعرضت هيئة كبار العلماء النصوص الشرعية الدالة على وجوب حفظ النفس ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} [سورة البقرة: 195]، وقوله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [سورة النساء: 29]. وهاتان الآيتان تدلان على وجوب تجنب الأسباب المفضية إلى هلاك النفس، وقد دلت الأحاديث النبوية على وجوب الاحتراز في حال انتشار الوباء كقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يُورِد ممرض على مصح) متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: (فر من المجذوم كما تفر من الأسد) أخرجه البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها) متفق عليه.

وقد تقرر في قواعد الشريعة الغراء أنه: " لا ضرر ولا ضرار "، ومن القواعد المتفرعة عليها: "أن الضرر يدفع بقدر الإمكان". وبناء على ما تقدم فإنه يسوغ شرعًا إيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد والاكتفاء برفع الأذان، ويستثنى من ذلك الحرمان الشريفان، وتكون أبواب المساجد مغلقة مؤقتًا.

رابط مراجع تلخيص المسألة