شارك

قسم العبادات

حكم صلاة الغائب من البيت على موتى كورونا

مسألة مشروعية صلاة الغائب الأصل فيها ما ورد في الصحيحين: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيَّ فِي اليَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ خَرَجَ إِلَى المُصَلَّى، فَصَفَّ بِهِمْ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا).

وقد اختلف العلماء القائلون بمشروعية الصلاة على الغائب على ثلاثة أقوال:

القول الأول: ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه تشرع الصلاة على كل غائب عن البلد، ولو صُلِّي عليه في المكان الذي مات فيه.

القول الثاني: أنها تشرع الصلاة على الغائب بشرط ألا يكون قد صُلِّي عليه في المكان الذي مات فيه، فإن صُلِّي عليه فلا تشرع صلاة الغائب عليه، لأن الرسول ﷺ لم يصل على كل غائب، إنما صلى على شخص واحد وهو النجاشي، وكان مات في الحبشة وهي في يد النصارى ذاك الوقت.

وهذا القول رواية عن الإمام أحمد، واختارها الشيخ السعدي وبه أفتت اللجنة الدائمة.

القول الثالث: أنه تشرع الصلاة على الغائب إذا كان له نفع للمسلمين، كعالم أو مجاهد أو غني نفع الناس بماله ونحو ذلك، كما صلى النبي ﷺ على النجاشي.

وهذا القول رواية أخرى عن الإمام أحمد، واختارها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، ومال إليها من المتأخرين: الشيخ ابن عثيمين.

وبسبب التدابير الوقائية التي تتخذها المملكة العربية السعودية للحد من عدوى انتشار فايروس كورونا، ومنها فرض التباعد الاجتماعي، وتنظيم التجمعات البشرية التي تكون سببًا مباشرًا في تفشي فيروس (كورونا) المستجد، والحد منها، بما يضمن الحيلولة دون تفشي الفيروس.

فقد عرض معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ على سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ عددا من المسائل بناءً على ما ورد للوزارة من استفسارات المواطنين بخصوص حكم الصلاة على الميت في ظل هذه الظروف التي يشهدها العالم أجمع، فكانت إجابته على النحو التالي:

  • يُصلى على الجنازة في المقبرة من بعض أقاربهم، وقد أدوا بصلاتهم فرض الكفاية، وأما بقية أقارب الميت فيصلون في بيوتهم على ميتهم صلاة الغائب.
  • لا حرج في الصلاة على الغائب في بيوت متعددة لكثرة أقاربه، حتى لا يحصل الاجتماع الذي ربما بسببه ينتشر هذا الوباء الخطير.
  • يجوز لأقارب المتوفى أن يصلوا عليه عند قبره بعد ارتفاع هذا المرض، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله مر بقبر قد دفن ليلاً، فقال: متى دفن هذا؟ قالوا: البارحة، قال: أفلا آذنتموني؟ قالوا: دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك، فقام، فصففنا خلفه، قال ابن عباس: وأنا فيهم فصلى عليه.

ويصلى على قبر الميت بعد ارتفاع المرض ولو طالت المدة على الصحيح من أقوال العلماء لأنه لا دليل على التحديد بمدة والله أعلم.

رابط مراجع تلخيص المسألة

شارك