الحمد لله الذي علّم بالقلم علم الانسان مالم يعلم، والصلاة السلام علي من بعثه للناس هادياً ومعلماً
أما بعد
فقه النوازل باب من العلم الشرعي عظيم، ودليلٌ يُدرك من خلاله عموم المسلمين أن شريعة الاسلام التي خضعوا لها تُنظم لهم حياتهم في السراء والضراء، وفي الرخاء عند نزول البلاء، و تأخذ بهم طريقاً إلى الصلاح يكونون به في الدنيا مهتدين منتفعين، وفي الاخرة سعداء ناجين.
وكلما كانت النازله ارتباطها بأفراد الناس أجمع، وميدان حدوثها أوسع، فدقة النظر وأمانه الحكم ألزم وأوجب، ثم يتبع ذلك تيسير التعلم فهو أحكم، وسلوك أبلغ وسائل النشر فهو أدعى، لينتشر الهدى، ويستبصر عامة المسلمين، وهذا منهج اجتهد في السير عليه فريق إعداد هذا الدليل من باحثات قسم الشريعة في جامعة أم القرى بقياده الاستاذة الدكتورة أفنان تلمساني، وبمراجعة لجنة علمية من أعضاء القسم، وسعى مكملاً له مشروع تعظيم البلد الحرام في طريقه إخراج هذا الدليل، قناعة منهما أن الفقه الشرعي نمط الحياة للإنسان المسلم و لمجتمعات المسلمين، وهي ثمرة ثمار الشراكه بين جامعه أم القرى و مشروع تعظيم البلد الحرام تحقيقاً للتكاملية التي بحضورها يحضر خيرٌ كثير، إذ بها يقع تصحيحٌ وتصويب ويثمر ثماراً للنضج أقرب، وإلى الاهتداء التي هي أقوم وألصق.
هدانا الله جميعاً للتي هي أقوم ورفع عنّا وعن الناس البلاء.